أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت»، وجاء هذا الحديث من قوله ﷺ فقد قال للبراء:«إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك اليمن، وقل،،، الحديث،: «فإن مت؛ مت على الفطرة، فاجعلهن آخر ما تقول، قال البراء: فقلت أستذكرهن: «وبرسولك الذي أرسلت»، قال:«لا، وبنبيك»، وفيه دليل على أن ألفاظ الأذكار ينبغي أن تلتزم كما وردت، قال القرطبي في التفسير عند دعاء الربيين من سورة آل عمران:«فعلى الإنسان أن يستعمل ما في الكتاب وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه، ولا يقول أختار كذا، فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف يدعون»، انتهى، ومعنى أسلمت استسلمت وانقدت، وفوضت أمري إليك توكلت عليك، وألجأت ظهري إليك، اعتمدت عليك لتعينني، والملجأ ما يحتمي به الخائف، والمنجا ما ينجو فيه، فيا ويح من كان حظه من هذا الدعاء حروفه مع أنه يقضي سحابة نهاره مخالفا له فلا ينقاد لشرعه، ولا يخلص له في عمله، ولا يتوكل عليه، وقد يستعين بغيره فيما لا يستعان فيه إلا به، وهو عاكف على دنياه حريص عليها كأنه غير مفارقها، ومنها ما رواه أبو داود عن حفصة أم المؤمنين قالت: كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك»، ومن الأذكار الثابتة في هذا المقام ما رواه أحمد ومسلم وغيرهما عن أنس قال: كان النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا، وآوانا، فكم من لا كافي له، ولا مؤوي له»،