مشهورة عن عمر، بل تكاد تكون متواترة عنه … »، انتهى.
ولا شك أن حفظ المرء نسبه لا ضير فيه، بل هو محمود متى خلا من المحاذير التي أشار إلى بعضها المؤلف ﵀، وما ذكره طرف من حديث أبي هريرة عند أبي داود والترمذي وقال حسن غريب، وهو الحديث ما قبل الآخر، بل هو الآخر في جامعه، لكنه مختصر عما قبله، ولفظه:«لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هو فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجُعْلَ الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب»، يدهده يحركه ويدحرجه، والخراء بكسر الخاء العذرة، والخراءة مكسورة الخاء الجلوس لقضاء الحاجة، وعُبية بضم العين وكسرها والباء المكسورة المشددة، والياء المشددة؛ هي الكبر والنخوة، كما قال الخطابي، والمقصود أن النسب الشريف مع التقوى مرجح، وبدون الإيمان ملغى، والله أعلم.
وروى أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب قال، قال رسول الله ﷺ:«انتسب رجلان على عهد موسى ﵇ فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة، فمن أنت لا أم لك؟، قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى ﵇ أن قل لهذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار؛ فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة؛ فأنت ثالثهما في الجنة»، وهو في الصحيحة برقم (١٢٧٠).