لآخر، لأن ذلك يختلف باختلاف الناس ومستوياتهم، وفي آخر الأبيات ما لا يرتضى قال:
علامة الجهل بهذا الجيل … ترك الرسالة إلى خليل
وترك الأخضري إلى ابن عاشر … وترك ذين للرسالة احذر
وترك الأجرومي للألفيه … وترك الألفية للكافيه
إن خليلا صار مثل الشم … يشمه كل قليل الفهم
قد استوت فيه الكلاب والذئاب … ما أبعد السماء من نبح الكلاب!
والملاحظ أن أسلوب المؤلف فيها لم يتغير كثيرا حين اتسع أفقه العلمي، ونضجت معارفه، كما يعرف ذلك بالمقارنة بين كلامه على العقيدة في هذه الرسالة وبين ما جاء في كتاب الجامع الذي جعله كالخاتمة لمختصر المدونة، ويترجح أنه ألفه بعد مدة من تأليفها، وفيه بعض الزيادات لنفي التأويل والاحتمال، أو بيان ما فيه إجمال، وسأشير إلى شيء من ذلك إن شاء الله في أثناء الشرح.
ب- ومن ذلك أنها خالية من التعقيدات التي تميزت بها معظم مصنفات الفقه، والتفريعات التي أدرجت فيها استنادا إلى الافتراضات والآراء، فكان هذا من جملة العقبات التي حالت دون الاستفادة مما في هذه المصنفات من علم غزير، ولا سيما بعد أن فترت الهمم، وكلت العزائم، ولم تنفع الشروح التي كتبت على تلك المصنفات في كثير من الأحيان، إن لم نقل إن بعضها فيه من الغموض والتعقيد أكثر مما في الأصل.
ج- ومنها الابتعاد عن التعاريف والحدود كما هو عادة المصنفين المتأخرين في الفقه وغيره، ولعل السبب أن الرسالة موجهة إلى الغلمان والصغار ولا يناسبهم ذلك.
د- ومنها عدم التقيد الصارم بالتراجم، إذ ربما ذكرت أشياء لا تدخل تحت الترجمة، فيذكرها تبرعا، وقد لا يتقيد بذكر بعض المسائل في مواضعها.
هـ- ويعثر قارئها على شيء غير قليل من التكرار، إما ليرتب المصنف عليه أمرا جديدا يريد ذكره، وإما أنه يكرر ليرسخ المعلومات ويؤكدها، أو يشير إلى الشيء