للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد غفرت لكم» (١)، ومعنى هذا أن الله تعالى علم أنهم لا يقعون في الشرك الذي لا يغفره، أما ما دون ذلك فقابل للمغفرة فأعلم بمغفرته لهم، لكن العقوبات النيوية تقام على من حصل منهم ما يستوجبها.

ثم أهل أحد، الذين نزل فيهم أو في بعضهم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٢) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)

[آل عمران: ١٧٢ - ١٧٣].

ثم من بايع تحت الشجرة، وقد قال الله تعالى فيهم: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨)[الفتح: ١٨]، وقال فيهم رسول الله «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» (٢)، ثم بقية الصحابة، وقد جمع بعضهم ذلك في أبيات، فقال:

فالستة الباقون ثم أهل … بدر فأهل أحد فكل

من بايع النبي تحت الشجره … فسائر الصحابة المفتخره

فمن بقي من أمة النبي … على اختلاف وصفه الجلي

قال عبد الله بن مسعود : «من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم».


(١) متفق عليه: البخاري (٣٠٠٧)، ومسلم (٢٤٩٤).
(٢) رواه مسلم (٢٤٩٦) عن أم مبشر وأحمد وأبو داود والترمذي عن جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>