للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجرد، ولا بصوت المسمع كذلك.

• ومن ذلك دار العذاب؛ لكونها مما لا ينبغي أن يقيم المرء فيه، وقد صح قول النبي : «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم» (١)، فمن دخلها على الصفة المذكورة واستمر على ذلك فله أن يصلي فيها، وإلا فلا، والمفروض في المصلي أن يكون خاشعا.

وقد روى عبد الرزاق (٢) عن عبد الله بن أبي المحل قال: «مررنا مع علي بالخسف الذي ببابل، فكره أن يصلي فيه حتى جاوزه».

• ومن ذلك الصلاة إلى التنور؛ لما في الصلاة إليه من التشبة بالذين يسجدون للنار، لكن ينبغي أن يفرق بين من يمكنه الابتعاد عنه، ومن لا يمكنه ذلك، وهو لا يقصد كما في المساجد التي فيها مدافئ، ويدل على هذا التفريق أن الله تعالى أرى النبي النار في صلاة الكسوف، وقد قال: «أريت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع» (٣).

• ومن ذلك الصلاة إلى التماثيل؛ لما فيها من انشغال القلب عن الصلاة، كما في حديث عائشة الذي في الصحيح (٤): «أزيلي عني قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي».

• وقيل ذلك عن الصلاة في بطن الوادي؛ لكونه مأوى الشياطين، ورده ابن عبد البر بأن الشياطين في كل مكان، ومعرفة ذلك لا تتأتى للناس، ومعتمد القول بهذا ما روى أحمد ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة، وهو في (الموطإ ٢٤ و ٢٥) مرسلا عن سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم في رجوع النبي من غزوة خيبر حيث عرسوا، وأمر بلالا أن يكلأ لهم الليل، فناموا حتى ضربتهم الشمس، فقال لهم: «تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه


(١) رواه البخاري (٤٣٣) عن عبد الله بن عمر .
(٢) رواه عبد الرزاق في المصنف (١٦٢٣) وعلقه البخاري بصيغة التمريض.
(٣) وهو في «صحيح البخاري» (٤٣١) عن ابن عباس، وروى ابن أبي شيبة عن ابن سيرين أنه كره الصلاة إلى التنور أو إلى بيت فيه نار، ذكره الحافظ في «الفتح» (١/ ٦٨٤).
(٤) رواه البخاري (٣٧٤) بلفظ «أميطي» بدل «أزيلي».

<<  <  ج: ص:  >  >>