حتى يغفر له»، رواه أبو داود (١٤٠٠)، والترمذي وحسنه، وآيات السورة ثلاثون، فلم يعد البسملة منها، ومن أقوى الأدلة على كونها ليست من الفاتحة قول الله تعالى في الحديث القدسي وهو في الموطإ (١٨٥) وصحيح مسلم وسنن الترمذي (٢٩٥٣) وأبي داود (٨٢١) واللفظ له عن أبي هريرة سمعت رسول الله ﷺ يقول: «قال الله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل»، قال رسول الله ﷺ: اقرؤوا، يقول العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾، يقول الله ﷿:«حمدني عبدي»، يقول ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)﴾، يقول الله ﷿:«أثنى علي عبدي»، يقول العبد: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾، يقول الله ﷿:«مجدني عبدي»، يقول العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾، يقول الله:«وهذه بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل»، يقول العبد: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾، يقول الله:«فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل»، ووجه الدليل منه أنه لم يذكر البسملة مع أنه عدد آيات الفاتحة آية آية، لكن حديث أبي هريرة المتقدم نص وهو مقدم.
وَوَرَدَ أن النبي ﷺ كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، كما في سنن أبي داود والترمذي عن أم سلمة أنها ذكرت قراءة رسول الله ﷺ:«بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين»، يقطع قراءته آية، آية»، وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وسنن أبي داود (٧٨٤) عن أنس بن مالك قال: أغفى رسول الله ﷺ إغفاءة فرفع رأسه متبسما، فإما قال لهم، وإما قالوا له: لم ضحكت؟، فقال رسول الله ﷺ:«إنه أنزلت علي آنفا سورة»، فقرأ: «بسم الله الرحمن الرحيم. ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)﴾ حتى ختمها».
وروى الدارقطني في باب وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، ح/ ٣٦) قال: حدثنا يحي بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، قالا: نا جعفر بن مكرم، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني نوح بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قرأتم الحمد لله؛ فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم