والزاكيات جمع زاكية من الزكاة وهي الصفاء والخلوص، أو النمو والكثرة، وهي صفة لموصوف محذوف أي الأعمال الخالصة لله، ولم تذكر إلا في تشهد عمر، والطيبات جمع طيبة عكس الخبيثة، والمراد الأقوال والأعمال والهيئات الطيبة لله، فلا يتقرب إليه بالخبيث منها، والصلوات جمع صلاة وهي الدعاء، أو الصلوات المعروفة، وكل منها لا يكون إلا لله، وتشهد عمر أبلغ من غيره من جهة إفراد تلك الجمل دون عطف، وإيرادها مستقلة كما ترى.
وبعد الانتهاء من تمجيد الله وتعظيمه ثنى بالسلام على رسوله ﷺ، والسلام اسم من أسماء الله تعالى، والمراد الأمان والنجاة من الآفات والمكاره، والرحمة الإحسان، والبركات الزيادة من كل خير، وعدل عن صيغة الغيبة إلى الخطاب تكريما للنبي ﷺ في حياته لكون وجوده من أعظم النعم على المسلمين، وقد علمنا رجوع الصحابة إلى صيغة الغيبة بعد وفاته، وقوله: السلام علينا،،، الخ قدم السلام على النبي ﷺ ثم ثنى بالنفس، وثلث بصالح المؤمنين، ومعناه أنه أثنى على الله ثم على رسوله، ثم دعا لنفسه، ثم لغيره وهذا سنة الدعاء، فقد كان رسول الله ﷺ إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه، رواه الترمذي عن أبي بن كعب، والصالحون هم القائمون بما يجب عليهم من حقوق الله وحقوق عباده، فلا يحظى بهذا الدعاء من الناس إلا من كان عبدا صالحا، وإلا حرمه، ومن لم يصل فقد هضم حق ربه، فلم يذكره بذلك الذكر العظيم، وبخس نبيه ﷺ حقه، فلم يسلم عليه، وكذلك عباد الله الصالحين، وفي حديث ابن مسعود:«فإنكم إذا فعلتم سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض».