للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة، وفي العتبية من رواية ابن القاسم ما يدل على التزامه ذلك، قال: «قد جاء في صلاة الليل إحدى عشرة، وثلاث عشرة، وأكثر ذلك أحب إلي»، يعني ثلاث عشرة، لكنه أورد في موطئه في ترجمة (ما جاء في قيام رمضان) عن يزيد بن رومان أنه قال كان الناس يقومون في زمان عمر ابن الخطاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعة»، وسيأتي الحديث عن ذلك في صلاة التراويح.

والذي يظهر أن السنة؛ الاكتفاء في صلاة الليل في رمضان وغيره بإحدى عشرة ركعة تأسيا برسول الله ، حيث صح عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: «ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، وهو في الموطإ (٢٦١)، وقد يبدو أن في الروايات عنها شيئا من الاختلاف، والظاهر أنه راجع إلى احتساب راتبة العشاء في بعضها، وعدم احتسابها في بعضها الآخر، وكذا ركعتا الفجر، والركعتان الخفيفتان اللتان تتقدمان صلاة الليل، مع تعدد الرواة، فظهر في أحاديثها ما ظاهره الاضطراب، وليس به، وهي -رضي الله تعالى عنها- أخبر بصلاة النبي في الليل من غيرها، كما شهد لها بذلك عبد الله بن عباس، وهو في صحيح مسلم، فروايتها التي جزمت فيها بأنه لم يزد على إحدى عشرة أولى الروايات بالتقديم، لكن لا يلزم من هذا القول التثريب على من زاد على ذلك، فضلا عن اعتبار فعله بدعة، ومن قال بالمنع من الزيادة على ذلك اجتهادا فهو مأجور أجرا واحدا إن شاء الله، وإذا كنا لا نقدر أن نمنع الناس من اعتقادهم شيئا اتباعا منهم لمن رأوا اتباعه من أهل العلم فيما ذهبوا إليه؛ فإن عليهم أن يمسكوا ألسنتهم عن نبز الناس وتبديعهم في مثل هذه المسائل التي لا يصح أن تكون موضع إنكار، اللهم إلا أن يسأل عنها من هو أهل فيقول ما عنده، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>