إلى أن قال:«وأرى ذلك بدعة ممن فعله»، فحكم على كل ما ذكر بأنه بدعة، لأنه لم يكن من هدي النبوة، ولا فعله السلف، فقراءة البردة من هذا القبيل.
وقال ابن أبي زيد في النوادر (وجه العمل في حمل الميت): «سمع سعيد بن جبير الذي يقول استغفروا له، فقال: «لا غفر الله لك»، ومشهور المذهب كراهة ذلك، قال خليل ذاكرا المكروهات:«وكره حلق شعره، وقلم ظفره، وهو بدعة، وضم معه إن فعل، ولا تنكأ قروحه، ويؤخذ عفوها، وقراءة عند موته، كتجمير الدار، وبعده، وعلى قبره، وصياح خلفها، وقول استغفروا لها».
قلت: لكن جاء في حديث عثمان بن عفان ﵁ قال: كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت؛ وقف عليه فقال:«استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل»، رواه أبو داود (٣٢٢١)، فمن نبه الناس إلى ذلك أحيانا، ولم يتخذ من ذلك تعلة للخطبة كما عليه الحال عندنا فقد وفق للحق إن شاء الله، لكن هذا إنما يكون عند الفراغ من الدفن.