الحديث الفعلي المذكور على أن الترك لذلك على الإلزام.
وينبغي لمن رغب في الاعتكاف أن يوكل من يكفيه ذلك، وقد نص بعض أهل المذهب على كراهة اعتكاف غير المكفي، لكونه يعرض نفسه إلى عدم تفرغه لما نذر نفسه له فيبطله.
وفي النوادر (٢/ ٩٢) قال ابن نافع قيل: فإن كان ليس له من يأتيه بطعامه، أيذهب ليأتي به؟، فقال:«ولم يعتكف؟، لو أن الناس لم يتكلفوا إلا ما يطيقون»!!، ثم قال:«إن كان قريبا» قيل: «فيشتريه من على باب المسجد؟، قال: «نعم ما قرب أحب إلي».
وقالت صفية -رضي الله تعالى عنها-: «كان النبي معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله ﷺ أسرعا، فقال النبي ﷺ: «على رسلكما، إنها صفية بنت حيي»، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال:«إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا».
وقد جاء في صحيح البخاري (٢٠٣٥): «،،، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة؛ مر رجلان،،، الحديث، وقولها ليقلبني؛ أي ليرجعني إلى بيتي، وفي الحديث جواز زيارة المرأة زوجها في معتكفه، وتحدثها إليه، وتشييعه إياها، لكن ينبغي استحضار شدة قرب بيوت نسائه ﷺ من المسجد، وفيه توقي مواقع الاشتباه، ولو من سيد ولد آدم ﷺ.