نشر هذه الرسالة ونظمها للشيخ الإحسائي المالكي، وقال مجملا ذلك التحريف الذي ألحق بها: «فرأيت (هذا المعتني) بها قد تناولها بقلم غير قلم ابن أبي زيد، وبعقيدة تخالف عقيدته، فوظف التحريف بما سولت له نفسه في نص هذه العقيدة ومعناها، ففتح فيها ثلما، وغشاها من عقيدة التفويض والتحريف ما غشى، تفريطا في الحق وهو بين يديه، وتعديا على الخلق وهو بين أيديهم، فصار على من علم كشف تلك الدسائس، ودفع هذا التعدي البائس، نصرة لعقيدة السنة وأهلها، وحماية لعقائدهم من دخولات المخالفين لها».
ثم فصل الشيخ بكر ما ألحقه بها الشيخ أبو غدة من الفساد بالزيادة على النص في ستة مواضع، واستبدال كلمة بأخرى في موضع واحد، وبالحذف في موضعين، وقد أوضح أنه انتهى إلى هذا بعد مقارنة النص الذي طبعه أبو غدة مع اثنتي عشرة طبعة للرسالة مستقلة أو مع الشروح قديمها وحديثها.
وأستطرد إلى ما اعتنى به الشيخ بكر أبو زيد في تعليقه هذا، وهو ما أخذوه على ابن أبي زيد من زيادة كلمة (بذاته) كما تقدم، فقد أسهب في بيان الدافع للمؤلف إلى ذلك، وبين أن علماء السلف وهم يواجهون المذاهب المبتدعة والأقوال الباطلة اضطُروا إلى بيان بعض العقائد بألفاظ تفسيرية محدودة، هي من دلالة ألفاظ نصوص الصفات على حقائقها ومعانيها لا تخرج عنها، لأن هؤلاء المخالفين لما تجرءوا على الله، فتفوهوا بالباطل وجب على أهل الإسلام الحق، الجهر بالحق، والرد على أهل الباطل جهرة بنصوص الوحيين لفظا ومعنى ودلالة، بتعابير عن حقائقها ومعانيها لا تخرج عنها البتة، وانتشر ذلك بينهم دون أن ينكره منهم أحد، وقد ذكر أمثلة لهذه الألفاظ التفسيرية التي أضافها العلماء للسبب المذكور، ومنها (بذاته)، ومنها (بائن من خلقه)، و (حقيقة)، و (في كل مكان بعلمه)، و (غير مخلوق)، ثم سرد أسماء ستة عشر من العلماء الذين استعملوا كلمة بذاته، بعضهم من المتقدمين على ابن أبي زيد.
ومهما يكن فإن الأولى في هذا المقام تلاوة النصوص، والتزام ما دل عليه ظاهرها حسب كلام العرب، مع ترك التأويل والتكييف، في كل ما يرجع إلى مولاما ﷾ من ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وندبيره لخلقه، لأن الحاجة إلى التوضيح قد لا تنتهي عند حد مع