والتكرير، فقائلها بعد أن نوى الشروع في الإحرام يعلن استجابته دعوة مولاه للمجيء إلى بيته بألفاظ غير معهودة في التأكيد والتكرير، ولا متداولة في معاني التثنية، لأن التأكيد المعهود هو أن يقول لبيتك، لبيتك، أو لبيت دعوتك، لبيت دعوتك، والتثنية يراد بها الدلالة على اثنين، ومثلها عند العرب سعديك، ودواليك.
قال الحافظ في الفتح (٣/ ٥١٦) نقلا عن ابن المنير: وفي مشروعية التلبية تنبيه على إكرام الله تعالى لعباده بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاء منه ﷾»، انتهى، ومما يذكر هنا ما في المدونة من أن مالكا ﵀ سئل عن قول الرجل في غير الحج والعمرة لبيك،،، الخ، فقال هذا به خُرق!!، يعني أن من فعل ذلك فهو مدخول في عقله، لكون هذا الدعاء وإن كان صالحا من حيث لفظه لغير المحرم بالحج والعمرة، لكنه في الشرع خاص بهما، فلا يقال في غيرهما، وقد سمعت بعض المحسوبين على الدعوة في إحدى القنوات الفضائية يكرر التلبية من جملة الدعاء الذي اعتاده، بل سمعته يلبي وقد رمى جمرة العقبة!! وهو في طريقه إلى مكة في نفر من أصحابه، والمصورون مهتمون بنقل ذلك، من باب الدعوة إلى الحق!!، والمشارأليه هو عمرو خالد المصري الذي افتتن الناس به مدة من الزمن، ومن أسر سريرة ألبسه الله رداءها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وروى الطبراني عن أبي هريرة مرفوعا:«ما أهلّ مهلّ قط إلا بشر، ولا كبّر مكبّر قط إلا بشر» قيل: بالجنة؟ قال:«نعم».