للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- الكف عن الخوض في التفاصيل التي لم يرد بها نص من كتاب أو سنة، فإن الكلام في العقائد دون الاهتداء بالنصوص هو عين الكلام المذموم، وإن كان فاعل ذلك يشنع على المتكلمين فإن هذا المسلك يؤدي ولا بد إلى ذاك، وهذا كان موقف السلف من الصحابة والتابعين، ولا يخفى ما في الخوض في ذلك من الأخطار، فإن الفاعل قد يسلك فيمن قال على الله ما لا يعلم، وهو من كبائر الإثم.

قال أشهب بن عبد العزيز سمعت مالكا يقول: «إياكم وأهل البدع، قيل: وما البدع؟، قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه، وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون»، أورده الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة.

- تلتقي العقيدة السلفية مع فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، وقد فسرت الفطرة بالإسلام، ومن ثم كان فهمها في متناول الناس جميعا لخلوها من المصطلحات الكلامية المخترعة، والتعقيدات للفظية، وسائر ما أحدثه أهل الجدل الذين نصبوا حواجز بين كلام الله تعالى وكلام رسوله وبين الناس أن يفهموه.

- تتميز بالثبات والاستقرار، إذ لا مجال فيها للتردد كما هو الشأن في الأحكام العملية، وعقائد المتكلمين التي يتداول عليها النقض والإبرام، وفيها صون طاقة الفكر أن تهدر فيما لا فائدة فيه، بل فيما فيه الضرر الكبير.

- وينبني على ما تقدم أن العقيدة توحد المسلمين في أعظم أقسام دينهم، وهو توحيد ربهم، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وقد كان الصحابة لا يختلفون في شيء منها، وإن اختلفوا في غيرها، وما لم يتقيد بنصوص الكتاب والسنة في العقيدة فإنها لا تجمع الأمة لأنها تصير مسائل كلامية وآراء فيها الحق والباطل، ومن تجرأ على تأويل ما في عالم الغيب كان أكثر جرأة على تأويل ما في عالم الشهادة مما يدخله الرأي والقياس، وهو نصوص الأحكام العملية، ومن فسدت عقيدته كيف يصلح عمله؟

<<  <  ج: ص:  >  >>