البهائم؛ فلم تبهم أنها تعرف ربها، وتعرف أنها تموت»!!، وهو في كتاب جامع العلوم والحكم.
وإذ قد تبين لك أن الشرع متشوف إلى تخفيف أمر الذبح وتعجيله والمبالغة في الإحسان فيه، فلا أشك أنك تقتنع بمشروعية الذبح بالآلة الكهربية، لأن في الذبح بها مزيد إحسان على الذبح باليد، على أن يتوفر معها ما ينبغي في الذبح من التسمية، وغيرها من المستحبات بحسب الإمكان، وإن أدى ذلك إلى قطع العنق فما هو بالمحرم، أفبعد هذا يزعم الكفار أن في الذبح تعذيبا للحيوان فيمنعون المسلمين من التذكية الشرعية في بلدانهم، ويعاقبون من يفعل ذلك، وهم يعذبون بني آدم بأضعاف ما يزعمون أنه تعذيب للحيوان عند المسلمين، بإحراقهم بالقنابل، وتهديم البيوت وغير ذلك، مع أن الحيوان أباحه الله للإنسان، وشرع له قتله بتلك الصفة، وهو سبحانه أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)﴾ [المائدة: ٥٠].