﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾ [النساء: ٤١]،.، وأمته مثله تشهد للأنبياء بالبلاغ لإعلامه إياهم بذلك، ومنهم الشهداء الذين يشهدون لهذا الدين بأنه حق بعلمهم وأعمالهم وسلوكهم وبألسنتهم وأسنتهم.
وقوله «وداعيا إلى الله بإذنه»، أي داعيا إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، والمراد بالإذن هنا التيسير والتأييد، لا مجرد إجازته، والرخصة فيه، أوالأمر به، وهي الأصل في إطلاقه.
وقوله «سراجا منيرا» أي كالسراج المنير في بيان الطريق، بحيث لا يبقى أمام السالك لبس ولا غموض، فإن الدين محجة بيضاء ليلها كنهارها والله، لا يزيغ عنها إلا هالك.
وقد ادعى النبوة في حياة النبي ﷺ وبعد وفاته أناس منهم مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وسجاح، وغيرهم، لكن لم تعرف في المسلمين طائفة اعتقدت خلاف ما تقدم في ختم النبوة غير البايية، وذلك في حدود سنة (١٢٠٠) بأرض فارس، ثم تسربت إلى العراق، ومؤسسها يدعوه أصحابه السيد علي محمد من غلاة الشيعة الإمامية، وهو الذي لقب نفسه بباب العلم، فعرف المنتسبون إليه بالبابية اختصارا، وأتباعه كفار بلا ريب، وقد قتل سنة (١٢٦٦) بعد أن ادعى النبوة، وكان يقول إن القرآن أشار إلى كتابه الذي زعم أنه أوحي إليه وسماه البيان في قوله تعالى: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)﴾ [الرحمن: ٣ - ٤].
وبعد البابية ظهر المسمون بالبهائية وهم فرقة مشتقة من الآولى، نسبة إلى بهاء الله المسمى مرزا حسين، وهو من أهل طهران من تلاميذ الباب، وبعد أن قتل شيخه طرد إلى العراق، ثم نقل إلى أدرنة بتركيا، ثم عكا بفلسطين من طرف الحكومة التركية، ليسجن فيها، حتى إذا أعلن الدستور التركي أطلق سراحه بعد أن اعتبر من المساجين السياسيين، لخصته من تفسير الشيخ ابن عاشور ﵀ أثناء كلامه على تفسير آية سورة الأحزاب المذكورة قبل.
وقد عرفت بعض الأفراد من هذه الفرقة بمدينة وهران، وهم في وظائف الدولة منذ أزيد من خمسة وثلاثين عاما، وظهر عندنا بمدينة المحمدية من يقول بنحو قولهم، ومن ذلك صلاة ركعتين فقط في اليوم والليلة، وقد سجن ثم أطلق سراحه!! لأنه ليس في