على وحدة الجماعة، فهل يخرجون بذلك من التعاون على الإثم والعدوان؟، هذه القاعدة التي هي من أعظم قواعد دين المسلمين، إذ منع الله ذلك التعاون ولو على الكافرين، إن الذي نراه اليوم بين بعض الدعاة هو حرب خاسرة، والخاسرون هم كل المشاركين فيها، لكن منهم من خسر صدقه في الدعوة إلى جانب صده الناس عن الحق بسلوكه وتشويهه للدعوة السنية السلفية، وقد خسر الجميع صرف كثير من جهودهم في هذه الحرب الكلامية الضروس التي لا هدف لها ولا طائل من ورائها، والاشتغال بها ينبئ عن هوس وقلة اهتمام بحال المسلمين في حياتهم الناكبة عن الصراط المستقيم، إنه قتال كلامي مرير ساحاته الأوهام، وهو شبيه بقتال دونكشوت الإسباني الرجل الذي كان يحمل سيفه ليحارب به الظلام حتى يظهر شجاعته للأنام، وقد كان هذا في العرب، إذا فقدوا من يغيرون عليه من الأباعد هاجموا بَكْرًا أخاهم، فهل رد هؤلاء المتقاتلون على خصوم الحق على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وفرغوا منهم؟، وصف السلفية عظيم عندي، هواي مع ذلك الموكب العظيم:
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي … وتدعي حب سيف الدولة الأمم؟
ولكني أنعى على إخواني هذه الحمأة التي ارتكسوا فيها بلوك الأعراض المحرمة، وتنفير الناس بذلك مما إليه يدعون، لا أُصَدِّقُ أن يختلف أصحاب الحق هذا الاختلاف الذي بلغ أن لا يجد من رأى نفسه مظلوما غير طلب المباهلة، لا بد أن أحد الأطراف ظالم، كل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أخذ الله عليه الميثاق أن يصدق وينصر من يبعثه الله من أمثاله، وهل أهل العلم إلا ورثة لهم، وهم لهم قدوة، فكيف يحصل هذا بينهم؟، ألم يجدوا في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وسير الصالحين من سلفهم ما يفك اشتباكهم، وينهي نزاعهم؟، ألا يسع طرفا منهم أن يسكت عَلَّ في سكوته تقليلا للشر؟، ألا يكون صنيعهم هذا فتنة لضعاف الإيمان من المسلمين فيما يدعونهم إليه من الرد إلى الله ورسوله عند التنازع؟، كيف يكون هم المنسوب إلى الدعوة رصدَ النقائص وتتبعَ العثرات وتكبيرها، وتجاهل الحسنات والمبرات وتهوينها، واستباحة الأعراض من غير تثبت تحت غطاء حماية السنة، ومقاومة البدعة، وزعم تنقية الصفوف، من غير استغلال لما يسره الله في