للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالأعمش والأعرج والأفطس والطويل وذي اليدين وذي الشمالين وقد استدل البخاري على جوازه بحديث ذي اليدين.

- والسادسة: ما يحتاج إليه لحفظ الشريعة ورعاية حقوق الناس ويدخل تحته جرح الرواة والمصنفين والشهود ونصح المستنصح، وقد أدخل بعضهم هذه الفروع تحت عنوان واحد هو التحذير من الشر.

وقد قيد الشوكاني معظم هذه الاستثناءات بقيود وأبى أن تكون مطلقة في رسالة له سماها «رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة».

وقد جمع هذه الأمور بعضهم في قوله:

القدح ليس بغيبة في ستة … متظلم وَمُعَرِّفٍ ومُحَذِّر

ومجاهر فسقا ومستفت ومن … طلب الإعانة في إزالة منكر

وقال آخر:

ليست غيبة كرر وخذها … منظمة كأمثال الجواهر

تظلم واستغث واستفت حذر … وعرف واذكرن فسق المجاهر

وقد شاع في زماننا ما يسميه بعض المبتدئين المتعجلين، ومعظمهم من الرعاع الجاهلين، يسمونه جرحا، ثم يرتبون عليه الهجر، وما هو إلا الغيبة المحرمة التي) يترقون (منها إلى السباب والشتم، يتدثرون بدثار الجرح الذي سامه كل مفلس، يغطي به جهله، ومرض قلبه، ويخرج به ضغنه وحسده، ويرفع به خسيسته، ويستر به غرضه، وما أوكل إليه ممن يعرفه، وممن لا يعرفه.

ومن القرائن على ما أقول أنه لا اهتمام لهؤلاء إلا بمن يشتغل بالتعليم والدعوة والإصلاح بين الناس، هم موكلون منتدبون من الشيطان بتتبع أهل الخير والصلاح، مغرمون بصرف الناس عن طلب العلم والانتفاع بمن يعقدون حلقاته، يفرحهم أن يركن الناس إلى البطالة، والاشتغال بالقيل والقال، وكثرة السؤال، حتى يسهل احتواؤهم، ويتيسر اصطيادهم، فيستدرجون إلى هذه المتاهة، ويزينون لهم هذه السفاهة، ويتركون

<<  <  ج: ص:  >  >>