ليسمعوا به، وقد قال رسول الله ﷺ:«من سَمَّعَ؛ سَمَّعَ الله به، ومن راءى؛ راءى الله به»، رواه أحمد ومسلم عن ابن عباس، ورواه أحمد والبخاري عن جندب بزيادة:«ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة»، قال في النهاية ما معناه: سَمَّعَ فلان بعمله إذا أظهره ليسمع، وسمع الله به أراه ثوابه من غير أن يعطيه، أو أسمعه الناس، فكان ذلك ثوابه، انتهى، وهذا إن كان قد عمله، وإلا أظهر الله كذبه، وقس على ذلك الجملة الثانية.
وقوله:«والرياء الشرك الأصغر»، قالوا إذا كان العمل كله للناس فهو الرياء الخالص، وإن اجتمع فيه قصد التقرب لله مع مراعاة الناس فهو دونه، وقد دل على ذلك قول النبي ﷺ:«إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا:«وما الشرك الأصغر»؟، قال:«الرياء، يقول الله ﷿ إذا جزى الناس بأعمالهم: إذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء»؟، رواه أحمد عن محمود بن لبيد ﵁، وروى مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال، قال رسول الله ﷺ:«قال الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»، وروى ابن ماجة عن أبي سعيد ﵁ قال:«خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال»؟، قال: قلنا: «بلى»، فقال:«الشرك الخفي: أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل».