أعوان، وبهذا الاعتبار نسب إليهم التوفي في آيات عدة، منها قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١)﴾ [الأنعام: ٦١]، وقد سمي في بعض الأحاديث عزرائيل ولم يصح، وذكر في الحديث إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور للبعث يوم القيامة.
وقد خص رسول الله ﷺ ثلاثة من الملائكة بالذكر في دعائه المشهور:«اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل»(١) الحديث، ومنهم حملة العرش كما قال تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٧]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: ٧]، ومنهم ملك الجبال المذكور في الصحيح، في رجوع النبي ﷺ من الطائف، ومنهم مالك خازن النار، المذكور في قوله تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف: ٧٧].
ومنهم الحفظة، وهم جمع حافظ، ككتبة جمع كاتب، وظلمة، جمع ظالم، والمراد الإيمان بأن الله ﵎ وكل بالعباد ملائكة حافظين يكتبون أعمالهم وأقوالهم، وقد ذكرهم الله تعالى في قوله: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)﴾ [الانفطار: ١٠ - ١٢]، قال ابن كثير:«يعني وإن عليكم لملائكة حفظة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم».
وصفهم بالحفظ وبعلمهم أفعال الناس بتيسير الله لهم سبيل الاطلاع عليها، كما أخبر الله تعالى أنهم لا يفوتهم شيء من أقوال الناس، فدل أن أعمالهم أحرى أن لا يفوتهم شيء منها، قال تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٧) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾ [ق: ١٧ - ١٨]، أي يتلقى الملكان أقوال العباد لتسجيلها، فكيف بأعمالهم؟، فإنها أولى بالتسجيل، والقعيد هو المقاعد، كالجليس للمجالس، فدل على الملازمة، والرقيب المراقب، والعتيد المعد، فأخبر بالملكين الذي على اليمين، والذي على الشمال، وورد أن الأول يكتب الحسنات، وأن الثاني يكتب السيئات.
ولما كان مولانا ﷿ قد تفضل على عباده أن يجزيهم على الهم بالحسنة وإن لم