للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتولاها، وهم في هذا وغيره مفتونون بالكفار متبعون سننهم، وقد تسبب ذلك في قول بعض الناس بتكفيرهم، ثم كفروا أعوانهم، ثم قالوا بأن الدار ليست دار إسلام، ووجدوا في فتاوى بعض أهل العلم متمسكا تراجع بعضهم عنها، مما أحدث فتنة عظمى في هذا العصر لا تخفى آثارها على أحد، مع كل هذا فإن الخروج عليهم لا يجوز لأنهم ليسوا كفاراً، ومن كفرهم فإن خروجه عليهم لا طائل من ورائه، والمفاسد المترتبة عليه أعظم من المفاسد الموجودة بكثير، والواجب على الحكام أن يفيقوا من غفلتهم، فإنهم على شفا جرف هار، فإن لم يقيموا شريعة الإسلام كما هو المطلوب منهم، فلم لا يكفون عن تبديلها بحيث لا يقننون ما يناقضها؟، وعلى من اقتحموا دائرة التكفير أن يراجعوا أنفسهم، وأن يعلموا أنهم وإن أصروا على ما هم عليه اعتقادا فإن ذلك لا يبيح لهم أن يرتكبوا هذه المنكرات، وأن يتسببوا في هذه الفتن والحروب التي لا طائل من ورائها عدا مزيد من التضييق على الدعاة واللجاج في الشر، وإعطاء الكفار الذريعة لاحتلال بلاد المسلمين بطرقة تختلف عن ذي قبل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأقول لحكام المسلمين ولغيرهم ممن لهم صلة بهم ويمكنهم التأثير عليهم إن أفضل ما يقاوم به التكفير وتنهى به إراقة دماء المسلمين وتخريب ممتلكاتهم وتهجيرهم من أوطانهم وفتح الباب بذلك لاستيلاء الكفار عليهم بوسائل خبيثة، وطرق فيها كثير من المكر والخداع هو الرجوع إلى الشرع والكف عن مظاهر الكفر العملي من الحكم بغير ما أنزل الله، ومجاوزة الحد المشروع في علاقتكم بالكفار، و (الترخيص) في شرب الخمور والزنا والعري وأكل الربا والقمار والاختلاط المقصود المبرمج، ونشر صنوف من الرذائل عن طريق وسائل الإعلام وغيرها من المخالفات، هذا أقرب طريق يوصل إلى المقصود وأنفعه لكم عند الله، والكاتب يجزم بأنكم قادرون على فعل الكثير مما فيه مرضاة ربكم، ولكنكم مقصرون أو قاصرون، فإن قلتم إن ذلك يثير علينا القلاقل، فالجواب أن القلاقل مثارة عليكم باستمرار، فلأن تثار من أجل ما نيط بكم من الواجبات فهو أهون، وإن حوربتم من أجلها من داخل بلدانكم أو من خارجها أو عوديتم فأنتم المحقون، والله ناصركم، أما من حاربكم اعتمادا على أنكم تخالفون الشرع - والأمر كذلك - فالشبهة

<<  <  ج: ص:  >  >>