وروى الترمذي أيضا (٣٩) عن ابن عباس مرفوعا، وقال حسن غريب:«إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك»، وفيه صالح مولى التوأمة، وهو ضعيف، فلعله حسنه لما له من شاهد أو متابع كما هي عادته، وروى أبو داود (١٤٨) والترمذي (٤٠) عن المستورد بن شداد الفهري قال: «رأيت النبي ﷺ إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره»، وفيه ابن لهيعة، لكن تابعه الليث في شيخه يزيد بن عمرو الغفاري كما ذكره القرطبي في تفسيره في آية الوضوء من سورة المائدة.
وقال القرطبي:«الصحيح أنه لا يجزئه فيهما إلا غسل ما بينهما كسائر الرجل، إذ ذلك من الرجل، كما أن ما بين أصابع اليد من اليد، فإن الإنسان مأمور بغسل الرجل جميعها، كما هو مأمور بغسل اليد جميعها»، ثم ذكر عن مالك أنه لما بلغه ما رواه ابن وهب من تخليل النبي ﷺ لأصابع رجليه قال له:«إن هذا لحسن، وما سمعته قط إلا الساعة»، وسمعته سئل بعد ذلك عن تحليل الأصابع في الوضوء فأمر به»، فليتعظ المتعصبون لمالك المخالفون لمنهجه الذي منه التسليم للسنة دون تردد.