سزكين، ومقدمة كتاب تحرير المقالة في شرح نظائر الرسالة، وغيرها من الكتب والدراسات.
وقد اشتهر أن أول من شرحها القاضي عبد الوهاب البغدادي، كما ذكره القلشاني في مقدمة شرحه، وقال إنه يقع في نحو ألف ورقة، وقد قيل إن أول نسخة من هذا الشرح بيعت بمائة مثقال ذهبا، ومما وصلنا منه الجزء الذي شرح فيه العقيدة، وقد طبع مؤخرا بالمغرب، وفي مقدمة شرح هذا الجزء من كلام القاضي عبد الوهاب ما يدل على أنه قد ضاع منه ثم عاد فكتبه أو أملاه قال:«وقد كنا أملينا شرحها من قبل، فأخذه منا في السفر بالبصرة من لم يرده قبل حصول أصل منه، ونحن مستأنفون شرح ذلك»(١)، وفي ختام هذه النسخة:«انتهى ما وجد بالأصل الذي هو جزء من هذا الشرح الحافل، وهو كل ما تبقى منه وسلم من عوادي الدهر فيما نعلم، إلا قطعة أخرى صغيرة من نسخة عتيقة بخط أندلسي فخم توجد بمكتبة خاصة بتطوان».
وقد حصل الاضطراب في الحديث عن هذا الشرح، فقيل: من المؤكد أنه غير متوفر بتمامه، وثمة ما يدل على وجود باقيه لكنه لا يقرأ، وذكر بعض المترجمين أنه لم يكمله، ويرده قول القلشاني السابق، إذ الظاهر أنه وقف عليه، لا سيما وقد ذُكر أن ابن أبي زيد بعث إلى القاضي عبد الوهاب بمنحة كعادته في إكرام العلماء وطلاب العلم، فجعل على الرسالة شرحا مكافأة له على تلك الصلة، وقد عثر من هذا الشرح على قطعة أخرى فطبعت في جزأين، وهو غير كامل على كل حال.
ولأبي بكر محمد بن موهب المقبري، المتوفى سنة (٤٠٦)، وهو تلميذ ابن أبي زيد شرح على رسالة شيخه، وهو قبل القاضي عبد الوهاب، وقد تقدم لك شيء من سيرته، يستدل به على منهجه، وشرحه للعقيدة كان على طريقة السلف.
وقد قيل إن أبا بكر الأبهري المتوفى سنة (٣٧٥) أفرد الرسالة بكتاب سماه (مسلك الجلالة، في مسند الرسالة)، تتبع فيه جميع مسائلها البالغة أربعة آلاف، فرفع لفظها ومعناها
(١) «شرح عقيدة الإمام مالك الصغير» (ص ٩) خرج أحاديثها وعلق عليها ابو الفضل العمراني الطنجي.