العشاء، ويقرأ بالقصار في العصر والمغرب، قال ابن عاشر ذاكرا مندوبات الصلاة:
تطويله صبحا وظهرا سورتين … توسط العشا وقصر الباقيين
والمراد بالمفصل سور الحجرات فما بعدها في المصحف، سمي كذلك لكثرة الفصل فيه بالبسملة، وطواله - بكسر الطاء - سوره الطويلة من الحجرات إلى سورة النازعات، ومتوسطاته تنتهي إلى سورة الليل، وقصاره من سورة الضحى إلى سورة الناس، وفي القصار ما لا ينقص عن المتوسطات كسورة البينة، لكن الغالب ما ذكر، نظم ذلك علي الأجهوري فقال:
أول سورة من المفصل … الحجرات لعبس، وهو جلي
ومن عبس لسورة الضحى وسط … وما بقي قصاره بلا شطط
وما ذكر في المذهب من التفصيل في القراءة في الصلوات يدل عليه حديث سلمان بن يسار عن أبي هريرة قال:«ما رأيت رجلا أشبه صلاة برسول الله ﷺ من فلان، لإمام كان بالمدينة، قال سلمان: فصليت خلفه، فكان يطيل الأوليين من الظهر، ويخفف الآخرتين، ويخفف العصر، ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل، ويقرأ في الغداة بطوال المفصل»، قال الحافظ في بلوغ المرام أخرجه النسائي بإسناد صحيح، وما ذكره أبو هريرة من التشبيه؛ يحتمل أنه في بعض الصلاة، ويحتمل جميعها، وهو الظاهر، لكن المؤكد أن ما ذكر من التفصيل في القراءة في الصلوات غير مطرد إلا في الصبح وفي العشاء مع شيء من الاستثناء، وسيأتي الكلام على القراءة في بقية الصلوات.
ومن قراءته ﷺ في الصبح بطوال المفصل قراءته بسورة ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)﴾ [ق: ١]، ولعل ذلك هو المراد من حديث قطبة بن مالك عند مسلم أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الفجر: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠)﴾ [ق: ١٠]، وعن عمرو بن حريث عند مسلم أنه قرأ في الفجر ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)﴾، وفي سنن أبي دود (٨١٧) عنه قال: كأني أسمع صوت النبي ﷺ يقرأ في صلاة الغداة: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦)﴾ [التكوير: ١٥ -