والبرد»، المراد الدعاء بالتطهير من الذنوب بغفران الله تعالى له، حتى يصير أهلا لدخول الجنة، فإن الجنة لا يدخلها خبيث، وقوله:«كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس»، إنما اختير اللون الأبيض في التشبيه لأنه إذا غسل لا يحمل الدنس لا ظاهرا ولا باطنا، بخلاف غيره، فقد لا يظهر عليه الدنس، ومع ذلك يكون منتنا، وقوله:«وثبت عند المسألة منطقه»؛ المسألة؛ سؤال الملكين وهما منكر ونكير، و «منطقه»؛ نطقه، بأن يجيب عما سئل عنه، إذ يقال له من ربك؟، وما دينك؟، ومن نبيك؟»، وقوله:«وطيبنا للموت»؛ أي هيئنا وأعدنا له، بتوفيقنا للطاعات، وتيسيرنا للقربات، حتى تتوفانا يا ربنا طيبين كما قلت في كتابك:«الذين تتوفاهم الملائكة طيبين»، وقوله:«واجعل فيه مسرتنا وراحتنا»، جاء في الحديث الصحيح عن أبي قتادة بن ربعي مرفوعا:«مستريح، ومستراح منه: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب»، وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، ومن خرج من سجنه يفرح ولا بد، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠)﴾ [فُصِّلَت: ٣٠]، وقوله:«لأنها قد تكون زوجا في الجنة … إلخ، فيه قول النبي ﷺ: «المرأة لآخِر أزواجها»، رواه الطبراني عن أبي الدرداء فعت ذلك أمُّ الدرداء حين خطبها معاوية ﵄، فأبت، وقالت: ولست أريد بأبي الدرداء بدلا، وانظر الصحيحة (١٢٨١).