ومما يؤخذ من حديث المواقع أهله ما قاله ابن العربي في المسالك (٤/ ١٩٧).
فإن قلت:«لم تركه النبي ﷺ دون أدب، أو تثريب؟، قلنا: لأنه جاء مستفتيا، والشريعة قد قضت بالمصلحة في ذلك كله، وهي رفع العقوبة والتثريب عن المستفتي، لأنه لو فعل ذلك مع واحد؛ ما جاء غيره بعده، ولانسد باب الاستفتاء، وبقي الخلق في ظلمة الجهالة والمعصية».
قال كاتبه: «لا يلزم من ترك التثريب ترك التنبيه، فلو سألك امرؤ عما يقدم إذا طلعت عليه الشمس أركعتي السنة أم الفريضة لكان مطلوبا أن تبين له قبل ذلك في رفق ما هو أهم مما سألك عنه، وهو أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن طلوع الشمس، إذ قد يأخذ من سكوتك على ذلك أن ليس في الأمر شيء، ولو أن أحدا سألك عن طلاق زوجته وأنت تعلم ما عليه معظم الناس من إخراج زوجاتهم من بيوتهم متى طلقناهن أو خروج الزوجات من تلقاء أنفسهن؛ لكان متعينا عليك أن تنبه على هذا الأمر الذي لم تسأل عنه، وأن تذكر بما في كتاب ربك في هذا الأمر في سورة الطلاق.