والميسر والكوبة وكل مسكر حرام»، والكوبة كما قال الخطابي في معالم السنن:«تفسر بالطبل، ويقال هو النرد ويدخل في معناه كل وتر ومزهر ونحو ذلك من الملاهي والغناء»، انتهى، وروى الترمذي عن عمران بن حصين قال، قال رسول الله ﷺ:«في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين يا رسول الله ومتى ذاك»؟، قال:«إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور»، قال الترمذي:«وهذا حديث غريب»، وحسنه الألباني وهو في الصحيحة، ومن الخسف الزلازل، ومن القذف البراكين، والمسخ تحويل الصورة، والقيْنات بفتح القاف جمع قينة، وتجمع على قِيان بكسر القاف، هن الإماء المغنيات، وقد عم استعمال المعازف والغناء والاستماع إليهما عموم المسلمين إلا من رحم الله، وغدونا نسمع التداوي بالموسيقى، وتهدئة الأعصاب بها، والاستماع إليها في عموم الفنادق والاستراحات، وهي زينة الولائم بمناسبات الأفراح والاجتماعات العامة، وهي شعار الفجار الذين يجوبون الشوارع يقتنصون الفرائس ويغرون النساء، وغزت أجهزة الهاتف المحمول وترى الشاب يستغرق وقتا طويلا في الاستماع عن طريق الأجهزة المحمولة، ونسمع بالأعراس التي تدعى إسلامية يحصرها الشبان المردان بألبسة خاصة ينشدون ويطربون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد ذهب الناس في الغناء مذاهب، منهم من رأى إباحته، ومنهم من رأى منعه، ومنهم من رأى التقرب به إلى الله تعالى، ومنهم من فصل فلم يمنع بإطلاق، ولا جوز بإطلاق، وهذا هو الحق للجمع بين الأدلة القولية والفعلية، فإن النبي ﷺ قال:«إن من الشعر حكمة»، رواه أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجة عن أُبَيّ بن كعب، وقال النبي ﷺ لما سئل عن الشعر:«الشعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام»، رواه البخاري في الأدب المفرد والدارقطني عن عبد الله بن عمرو، وهو حديث ضعيف له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن كما في الصحيحة برقم (٤٤٧)، وقد تمثل النبي ﷺ ببعض الشعر أحيانا، ومما جاء في النكاح قوله ﷺ لعائشة -رضي الله تعالى عنها-: «إن الأنصار أناس فيهم غزل، فما قلت»؟، قالت:«دعونا بالبركة»، قال: «أفلا قلتم: