للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا الذهب الأحمر … ما حلت بواديكم

ولولا الحبة السمرا ء … لم تسمن عذاريكم

وجاء أيضا في التقوي على الأعمال والتنشيط لها، فقد كان الأنصار يقولون عند حفر الخندق:

نحن الذين بايعوا محمدا … على الجهاد ما حيينا أبدا

فيجيبهم النبي بقوله:

اللهم لا خير إلا خير الآخرة … فاغفر للأنصار والمهاجرة

وقال في غزوة حنين وهو على بغلته يقدم بها في نحور العدو:

أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب

وكان بعض أصحابه ينشدون الشعر بحضرته ولم ينكر عليهم، ومنهم حسان ابن ثابت وعبد الله بن رواحة وغيرهم، ولما ذم الله تعالى الشعراء استثنى منهم المؤمنين فقال: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)[الشعراء: ٢٢٤ - ٢٢٧]، أما قول الله تعالى عن نبينه محمد : ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ (٦٩)[يس: ٦٩]، فإن المراد به أنه لم يكن شاعرا حتى يقال إنه جاء بهذا القرآن من عنده، ولأن الشعر يقصد نظمه، وما جاء اتفاقا من غير قصد لا يدعى شعرا، ونبينا لم يتعلم الشعر ولا عرف أوزانه، وما قاله جاء اتفاقا أو هو قول غيره فأما قوله : «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا»، رواه أحمد والشيخان وبعض أصحاب السنن عن أبي هريرة، فإنه في غلبة الشعر على المرء بحيث يصير هجيراه وديدنه، فيصده عن قراءة القرآن وذكر الله، فكيف إذا كان الشعر ممنوعا لذاته؟، وقوله حتى يريه قال الجوهري: «ورى القيح جوفه يريه وريا أكله»، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>