بالنساء ويتم التصفيق بعد انتهاء المتكلم من كلمته، والقارئ من قراءته، مع أن النبي ﷺ قد أمر أن يُبَادَرَ بالأعمال خصالا ستًّا، فذكر منها: ونشوا يتخذون القرآن مزاميرًا، يقدِّمون الرَّجُلَ ليسَ بأفقههم، ولا أعلَمهم، ما يقدِّمونه إلا ليُغَنِّيَهُم» رواه أحمد عن عابس الغفاري، وقد قيل لمالك بن أنس ليس في موطئك غريب، فقال:«سررتني»، وقال:«من الغريب نفر»، إن جلب الناس للحق ينبغي أن يكون بالحق، ومن الشعارات التي ترفعها بعض القنوات الفضائية التي تبذل جهدا مشكورا في الحض على حفظ القرآن الكريم بإجراء المسابقات، واكتشاف الكفاءات:«اطرب تؤجر»، وهذا موهم أن مجرد الطرب يؤجر عليه المرء، وخير لهم ولمن يستمع إليهم أن يقولوا «تدبر تؤجر»، أو «رتل تؤجر»، ومما يقولونه «اجمع تسد»، أي اجمع القراءات تسد الناس، ولا يصح أن نربط في أذهان الناس بين طلب العلم وابتغاء السيادة به، بل ينبغي أن نجتهد في دعوتهم إلى أن يطلبوا العلم ابتغاء مرضاة الله، فإن هم طلبوه لغيره فما الحيلة؟، على أنه كثيرا ما يرد طالبه إلى الله، وقد قال رسول الله ﷺ:«من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار»، رواه الترمذي عن كعب بن مالك، وجاء نحوه عن عبد الله بن عمر عند البيهقي، وقال النبي ﷺ:«من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عوضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة»، روا هـ أحمد وأبو داود وغيرهما، فكيف ندفعهم إلى هذا الأمر المذموم وطباع الناس تتقاضاه وقل أن يخلو منه امرؤ، وقال الشوكاني ﵀:
وطالب الدنيا بعلم الدين أي بائس … كمن غدا لنعله يمسح بالقلانس
لما رأيت منظري قناة الفجر قد اجترؤوا على كتاب الله هذه الجرأة التي انبهر الناس بها لما فيها من الشبهات والشهوات توقعت أن لا يقفوا عند حد لأن من اجترأ على أن يحدث في تلاوة كتاب الله هذا الحدث فلا يبعد أن يحدث غيره وقد كان الذي توقعته، إذ سايرت هذه القناة موجة الدعوة إلى الخروج على الحكام فانتهى أمرها وفرغ الناس منها، ولله عاقبة الأمور.
ومن ضاق ذرعا بهذا الذي التبس فيه واختلط الحق بشائبة من الباطل فلا ضير عليه