للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أمهات المؤمنين، وفي عائشة -رضي الله تعالى عنها- بخاصة، وتفضيل المهدي على الأنبياء، والقول بنقص القرآن والتلبيس والتحريف في تفسيره، وغير ذلك.

وقد اعتبر ابن عبد البر حديث أبي حميد مفسرا لآل النبي في حديث أبي مسعود الأنصاري، والظاهر أن حديث أبي مسعود أعم منه فتفضل صيغته لعمومها، على أن لا يغفل المرء الصيغة التي فيها ذكر الأزواج والذرية لطمس مكر الروافض وكيدهم ودفع تلبيسهم على العامة.

ويذكر هنا قول رسول الله : «صلوا على النبيين إذا ذكرتموني فإنهم قد بعثوا كما بعثت» (١)، وقوله : «صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله قد بعثهم كما بعثني» (٢)، وفيهما دليل على مطلوبية الصلاة عليهم متى صلي عليه، وعدم الاكتفاء بالسلام عليهم كما هي عادة معظم الناس، والله أعلم.

وينبغي ترك ما أحدثه المحدثون من الألفاظ المبتدعة في الصلاة عليه بأبي هو وأمي، فإن في بعضها شركا، وفي بعضها غلوا، وفي بعضها تكلفا، وكل ذلك مذموم، ومن ذلك وصف النبي بأنه الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، فهذا غلو فيه ووصف له بما لا يشرع، لكن ذلك يحصل إن شاء الله بالدعاء الذي يتوسل فيه بالعمل الصالح، ومن العمل الصالح طاعته والصلاة عليه، أما ذلك الذي يقولونه فليس مما يعظم به ولا مما يتقرب به إلى الله، وفي بعض صيغ الصلاة عليه التي تقال ما هو حق، لكن هذا قد يسكت عنه فيما ليس شأنه التوقيف، وإن لم يكن في هذه الألفاظ المخترعة شيء من ذلك، وكانت كلها مشروعة، ومما يصح أن يوصف به رسول الله ، فإن الأولى تركها إلى الألفاظ التي وردت في السنة، فإن خير الهدي هدي سيدنا محمد، فلم يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟.

قال ابن العربي: «كان أصحابه إذا كلموه أو نادوه: يارسول الله، لا يقول أحد منهم


(١) رواه الشاشي وابن عساكر كما في «صحيح الجامع» للألباني.
(٢) رواه ابن أبي عمر والبيهقي في شعب الإيمان وهو في «صحيح الجامع».

<<  <  ج: ص:  >  >>