للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفحة، منها عقيدة سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبي ثور، والبخاري، وأبي زرعة وغيرهم.

وقد سبق ابنَ أبي زيد فريق من أهل العلم كتبوا أو أملوا العقيدة على انفراد، وباختصار في بعض الأحيان، كأصول السنة لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي المتوفى سنة (٢١٩)، وكتاب الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته لأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى (٢٢٤)، وكتاب أصول السنة لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل المتوفى سنة (٢٤١)، والسنة لعمرو بن أبي عاصم الضحاك المتوفى سنة (٢٨٧)، وكتاب التوحيد وبيان صفات الرب للإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة المتوفى سنة (٣١١)، وشرح السنة للحسن بن علي البربهاري المتوفى سنة (٣٢٩)، ومن معاصريه أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي المتوفى سنة (٣٧١)، له تأليف في العقيدة، ومحمد حسين الآجري المتوفى سنة (٣٦٠)، وكتابه الشريعة معروف، ثم جاء من بسط الكلام في العقائد أكثر من ذي قبل، وشابها بشيء من الكلام، كما هو الشأن عند أبي الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين، وفي الإبانة، وتكاثرت الكتب فيها تحت أسماء السنة وغيرها.

وقد سلك نهج ابن أبي زيد بعض المؤلفين من المالكية، تراهم يستهلون تآليفهم بالحديث عن العقيدة مثل محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي المتوفى سنة (٦٤١ هـ)، في كتابه (القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية، والتنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية)، وهو الكتاب الذي شرحه ابنه، وسار على نفس النهج عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاشر المتوفى سنة (١٠٤٠ هـ)، في منظومته المسماة (المرشد المعين على الضروري من علوم الدين)، وتجد هذا أيضا في نظم مقدمة ابن رشد التي شرحها التتائي، وتجد في خاتمة الجواهر لابن شاس باب الجامع، لكن الحديث فيه عن العقائد لا يتعدى أربعة أسطر، كما تجد شيئا من ذلك في خاتمة مختصر ابن الحاجب الفرعي، لكن صاحب هذه الرسالة يختلف عن الجميع في كونه استوعب ما ينبغي اعتقاده، وكون عقيدته على منهج السلف لم يشبها شيء من الكلام، ولا من التأويل كما تقدم.

يقول الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة في مقدمة كتابه المسمى (التوحيد

<<  <  ج: ص:  >  >>