نفسه، فأكثر أقواله اليوم ضعيفة مهجورة، ومحجوز عليها محجورة جزاء وفاقا، وكما يدين الفتى يدان، وبالكيل الذي يكيل يكتال، فكما حجرت الطائفة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله وأنزلوهما منزلة القاصر، الذي لا يحسن التصرف إلا بأمر وصيّه ونظره، واتخذت كل شرذمة وصيا ارتضته واختارت وصايته وتقدمه على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وعلى آله، اللذين لا يأتيهما الباطل من بين أيديهما ولا من خلفهما تنزيل من حكيم حميد، كذلك حجر المتأخرون على رأي أولئك الأئمة الهداة المهديين، والعلماء العاملين، فلم يأخذوا من قولهم إلا بما شهد به عرف الدباغين والخرازين والقصابين والباعة من أهل قرطبة وفاس، وبما رجحه أو شهره أمثال التسولي والزرهوني، والرهوني، والزجلي، والخمسي، والفاسي، والوزاني، والمراكشي، والتطواني، الذين لا يعرفون مأخذ الأحكام، ولا مقاصد الشريعة، ولا عندهم من العلم الصحيح ما يصلح للتدوين، ولا ما يساوي النظر فيه، فضلا عن أن يقدم على فقه الأئمة المقدم في نظرهم على كتاب الله وسنة رسوله، فهذه هي الرزية العظمى والمصيبة الكبرى، التي ابتلي بها المسلمون، فمرقوا بها من الدين، وخرجوا عن سنن المهتدين، وانخرطوا في سلك المبتدعة الضالين، فاستحقوا الطرد والعقاب، وصب الله عليهم سوط العذاب، فشتت شملهم، وفرق كلمتهم، وسلب هيبتهم، وسلط عليهم أعداءهم، فحكمهم في رقابهم، وجعل لهم السبيل إليهم، وقد قال تعالى، وقوله الحق، ووعده الحق: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: ١٤١]، مما هو أصرح دليل، وأوضح برهان، على أن الموجودين تحت حكم الكفار ليسوا بمؤمنين، ولا من حزب الله المفلحين، وكيف وقد نفى الله عنهم الإيمان، ولم يكتف بذلك حتى قال: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)﴾] النساء: ٦٥]،،، إلى آخر كلامه، وهو حق باستثناء ما فيه من المجازفة بنفي الإيمان عن عموم الناس وتكفيرهم بالجملة، والقائل من جملة الواقعين تحت حكم الكفار!!.
٥ - وقد استفدت في شرح العقيدة مما كتبه العلماء عليها، ومنهم القاضي عبد الوهاب، فإن شرحه نفيس، وإن غلبت عليه في بعض المواضع نزعة المتكلمين في الرد على