٥ - «فإذا اطمأن الناس؛ قام متوكئا على قوس أو عصا فخطب، ثم جلس، ثم قام فخطب».
وصف المؤلف للخطبة والدعاء مأخوذ من كلام مالك في المختصر، كما هو في النوادر (ما جاء في صلاة الاستسقاء)، والمشهور أن الإمام يخطب على الأرض، ولا يرقى المنبر، قالوا لأن هذه الحالة يطلب فيها التواضع، وحجة مالك أن ذلك لم يكن من فعل النبي ﷺ ولا الخليفتين بعده.
قال في المدونة:«أخبرنا مالك أنه لم يكن للنبي ﷺ منبر يخرج به إلى صلاة العيدين، ولا لأبي بكر، ولا لعمر، وأول من أحدث له منبر في العيدين عثمان بن عفان منبر من طين، أحدثه له كثير بن الصلت»، والجواب أن التواضع مطلوب في الاستسقاء وغيره، وهو لا يتنافى مع الصعود على المنبر، ويوشك أن يكون من هذا القبيل قول من قال بعدم مشروعية التطيب في الاستسقاء، فليقولوا بعدم الاستياك لأنه من التطيب أيضا، مع أن هذا قياس وقع في مقابلة النص، فيكون فاسد الاعتبار، إذ جاء في حديث ابن عباس عند أبي داود (١١٦٥) الجمع بين التبذل والتواضع والرقي على المنبر قال: «خرج رسول الله ﷺ متبذلا، متواضعا، متضرعا، حتى أتى المصلى، فرقي المنبر، ولم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد»، والمتبذل من يترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع، وورد ذكر المنبر في حديث عائشة المتقدم، وحمل ابن العربي ذلك على أنه وضع له شيء مرتفع يقف عليه؛ على فرض صحة الحديث الذي فيه ذلك.
وورد عن بعض الصحابة الخطبة من غير منبر كما هو في صحيح البخاري (١٠٢٢): «خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري وخرج معه البراء بن عازب، وزيد بن أرقم، ﵃،