{لَقَدْ} اللام: للتوكيد، قد: للتحقيق؛ أيْ: قد تحقق ما سيخبر الله تعالى به، ونجد لقد جاءت في هذه الآية بدون الواو كقوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} كما في سورة هود آية (٢٥)، وسورة المؤمنون آية (٢٣)؛ لأن الآية (٥٩) في الأعراف لم يسبق أي حديث، أو ذكر عن الأنبياء، أو الرسل، وأما بقية الآيات سبقها ذكر أو دعوة للأنبياء أو الرسل.
{أَرْسَلْنَا نُوحًا}: ذكر اسم نوح -عليه السلام- في ثلاث وأربعين آية في القرآن الكريم، وذكرت قصته في كثير من السور؛ مثل: سورة هود، ونوح، والأعراف، والمؤمنون، والشعراء، والقمر… وغيرها، فلا يظنّ القارئ أنها تكرار، وإنما تبرز كل سورة ناحية، أو جانباً من جوانب سيرته، ودعوته لقومه، وموقف قومه، وصناعته للفلك، والطوفان، ونجاة من آمن معه.
{أَرْسَلْنَا}: الإرسال يكون برسالة، والبعث يكون برسالة، أو بغير رسالة، والإرسال: ليس فيه إثارة، وتهيج، كما هو الحال في البعث: الذي فيه إثارة، وتهيج، والإرسال: أقل قوة، وشدة من البعث. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١١٩)؛ لبيان الفرق.
{فَقَالَ}: الفاء: تدل على الترتيب، والتعقيب، والفاء: تدل على الاستمرار في الدعوة، والإلحاح، والمتابعة.
{يَاقَوْمِ}: يا: أداة نداء، يا قوم: نداء فيه تحبب.
{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}: إذ كان قومه يعبدون أصناماً كثيرة ذكرت في سورة نوح، مثل: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا.
{إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: يدل هذا القول على أن نوحاً -عليه السلام- ؛ كان عنده علم بالعذاب الذي سينزل على قومه، إذا لم يؤمنوا، ويظهر حرصه، وإشفاقه عليهم، وعلم ذلك؛ لأنه طلب منه أن يصنع الفلك بأعيننا.
{إِنِّى}: إنَّ: يفيد التوكيد.
{عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: يوم الطوفان، أو يومَ القيامة.