فرد الله عليهم بقوله:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}:
{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ}: السّين للاستقبال القريب، وكان ذلك بعد عدة سنوات (٣-٤) بعد نزول هذه الآية في غزوة بدر الكبرى، فهذه الآية نزلت في مكة قبل الهجرة، وقبل فرض الجهاد تخبر بما سيحدث في بدر، وهي دليل على صدق القرآن، وأنه منزل من رب العالمين وصدق رسالة محمّد -صلى الله عليه وسلم-، فقد قتل أكثر من (٧٠) من صناديد كفار قريش وأسر (٧٠).
{وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}: وولى هارباً من بقي حياً من هؤلاء الكفار.
ويولون الدبر: ولم يقل: ويولون الأدبار؛ كما جاء في سورة الأنفال آية (١٥){فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ}: يولون الدّبر بدلاً من الأدبار، أيْ: وحَّد الأدبار؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى جعل هزيمتهم كهزيمة رجل واحد لتهويل هزيمتهم والاستخفاف بهم. ويولون الدبر أسوأ وأبشع من تولوهم الأدبار؛ لأنّ لكل واحد منهم مقاومة واعتبار وشأن.