للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الجاثية [٤٥: ١٩]

{إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْـئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ}:

{إِنَّهُمْ}: تعود على الّذين لا يعلمون.

{لَنْ}: لنفي المستقبل القريب أو البعيد.

{يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْـئًا}: أيْ: لن ينفعوك من الله: من عذاب الله شيئاً أو يشفعوا لك أو يدفعوا عنك من عذاب الله شيئاً أو يعطوك حسنة من حسناتهم، والخطاب موجَّه إلى الرّسول -صلى الله عليه وسلم-، وإلى أمته وشيئاً نكرة تعني: أيَّ شيء مهما كان نوعه وجنسه، والشّيء هو أقل القليل، وسواء أكان حسياً أم مادياً.

{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ}: إن للتوكيد، الظّالمين: المشركين والكافرين والظالمين أنفسهم بالمعاصي، والظّلم يعني: الخروج عن المنهج الرّباني، وإنّ أعظم الظّلم هو الشّرك بالله.

وعبادة غير الخالق والرّازق ومدبِّر الأمر هي أبشع أنواع الظّلم، وكثر في القرآن إطلاق الظّلم على الشّرك، كما قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣].

{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}: أولياء جمع ولي، والموالاة تعني المودة والنّصرة بينهم، المودة: المحبة واتخاذ بعضهم لبعض بطانة، وتعني: يسرون إلى بعضهم بعضاً الأخبار، والنّصرة: تعني: هم أعوان لبعضهم بعضاً وينصرون بعضهم بعضاً بالعدة والعتاد.

{وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ}: أيْ: والله المحب والمعين لأوليائه المتقين يواليهم بالمعونة والنّصر والرّحمة ويحفظهم والمتولي أمورهم، ولا يَكِلُهم إلى غيره، المتقين: جمع متقٍّ: وهو الّذي يطيع أوامر الله ويتجنب نواهيه.