للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة هود [١١: ١٢٠]

{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِى هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}:

{وَكُلًّا}: كلّ + التنوين، ونصب كُلّاً؛ لأنّ التّقدير هو كما يلي: نقصُّ عليك كلّاً من أنباء الرّسل، وقيل: التّنوين: جاء عوضاً عن كلمة محذوفة تقديرها: كلّ ما تحتاج إليه من أنباء الرّسل نقصُّه عليك.

{نَقُصُّ عَلَيْكَ}: القاصُّ: الرّاوي هو الله -جل وعلا- ، وجاء بصيغة الجمع؛ للتعظيم، وقصَّ الأنباء تتبَّعها، ورواها وحكاها بالحق.

{مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ}: من: ابتدائية بعضية.

{أَنْبَاءِ الرُّسُلِ}: أخبار الرّسل، والأنباء: هي الأخبار المهمة، والأنباء: جمع نبأ؛ أي: الخبر المهم الذي فيه فائدة لمن يعنيه الأمر؛ أي: الخبر.

{مَا}: اسم موصول، أو مصدرية.

{نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}: التّثبيت: التّطمين، والتّمكين، ورفع أسباب الضّعف؛ أي: التّقوية؛ الفؤاد: القلب. ارجع إلى سورة الحج، آية (٤٦).

{وَجَاءَكَ}: ولم يقل: أتاك؛ أي: المجيء فيه صعوبة، ومشقة.

{فِى هَذِهِ}: في: ظرفية؛ هذه: الهاء: للتنبيه؛ ذا: اسم إشارة للقرب يشير على الأنباء، أو الآيات.

{الْحَقُّ}: جاءت في هذه الآيات أو القصص أو السورة الحق، والقرآن: هو الحق، والنّبوة: هي الحق، أو البراهين الدّالة على صدق رسالتك؛ فكلّ ما أوحي به إليك هو الحق الكامل التّام، والحق؛ يعني: الأمر الثّابت الّذي لا يتغيَّر، والمنزل من الله سبحانه.

{وَمَوْعِظَةٌ}: أيْ: وجاءك فيها موعظة: ما يوعظ به من قول، أو فعل، أو نصح، أو إرشاد إلى الطّاعة، وفعل الخير، والنّهي، والتّحذير.

{وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}: تنبيه، وإيقاظ للنفس بعدم الغفلة، وذكرى يتذكر بها المؤمنون فيثبتون على الحق، ويصبرون على الطّاعة، والبلاء، واللام في كلمة للمؤمنين لام الاختصاص. خصَّ المؤمنين بالذكرى؛ لأنّهم وحدهم الّذين ينتفعون بالذكرى، أو تنفعهم الذّكرى؛ لقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: ٥٥]، {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـئَلُونَ} [الزخرف: ٤٤]، ومن خواصِّ القرآن: أنّه يُستعمل ذكرى في سياق الدّعوة والتّبليغ، وذكرى للشرف، والرّفعة، ويُستعمل ذكرى في سياق الهداية الفردية.