{يَوْمَ}: منصوب جاء بصيغة النكرة؛ ليدل على هول ذلك اليوم، وعظيم أحداثه، ويعني: يوم القيامة.
{تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَّفْسِهَا}: كلّ إنسان له نفس واحدة، وهذه النّفس لها حق الاختيار في أن تفعل، أو لا تفعل، ما أمرها ربها في الدّنيا، أما في الآخرة فيصبح كلّ إنسان يجادل عن نفسه؛ أيْ: يدافع، أو يحاول الاعتذار ليخلص نفسه من العذاب، ولا يهمه شأن غيره؛ يقول: نفسي نفسي، والنّفس الأولى: هي عينها، أو ذاتها النّفس الثّانية.
{وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ}: تعطى كلّ نفس جزاء عملها تاماً غير ناقصاً؛ مما عملت من خير، أو شر. ما عملت، ولم يقل: ما كسبت؛ العمل: أعم من الكسب، العمل يشمل الكسب وغيره.
{مَا}: حرف مصدري، أو بمعنى الّذي، وما: أوسع شمولاً من الذي.
{وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}: هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{لَا}: النّافية للجنس.
{لَا يُظْلَمُونَ}: وإن كان مثقال حبة من خردل؛ لا يظلمون: ينقص شيئاً من حسناتهم، أو يُزاد إلى سيئاتهم سيئة، كما قال سبحانه:{وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}[النساء: ٤٩]، أو {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}[النساء: ١٢٤].