{فَانْقَلَبُوا}: الفاء: للمباشرة والتعقيب. انقلبوا: أي: رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من حمراء الأسد بعد عودة أبي سفيان بجيشه إلى مكة، والانقلاب هو الرجوع إلى غير الحالة السابقة التي كانوا عليها، رجعوا مطمئنين سالمين لم يمسسهم سوء بعد أن كانوا خائفين غير آمنين من عدوهم.
{بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}: الباء: للإلصاق، نعمة من الله: النعمة ما يهبه الله لعبده من خير يجلب له المسرة، ويدفع عنه المضرة.
ولوحظ في القرآن أن نعمة تكتب بالتاء المربوطة أو بالتاء المفتوحة (نعمت).
إجمالاً يمكن القول: وردت بالتاء المربوطة (٢٥) مرة، و (١١) مرة بالتاء المفتوحة.
١ - نعمة: بالتاء المربوطة: غالباً تأتي في سياق نعم الله الظاهرة للعيان، أو سياق النعم العامة، وتعني نعمة واحدة.
٢ - نعمت: بالتاء المفتوحة: تأتي في سياق النعم الخاصة بالمؤمنين، وهي نِعم كثيرة جداً.
وفضل: الفضل: الزيادة على الأجر، فرغم أنهم لم يقاتلوا أبا سفيان أثابهم ثواب غزوة في سبيل الله.
{لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}: لم: نافية، يمسسهم سوء: من قتل، أو أذى حين خرجوا إلى حمراء الأسد.
{وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ}: بالاستجابة لما دعاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو الخروج أو التصدي لأبي سفيان وجيشه بعد معركة أُحُدٍ.
{وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}: والله صاحب الفضل المطلق على المؤمنين بما فضل عليهم، أو بما منّ عليهم بدفع المشركين عنهم، ولمعرفة معنى (ذو): ارجع إلى سورة الأنبياء، آية (٨٧)، وغافر، آية (٣)، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٧٤) في نفس السورة وهي قوله تعالى: {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} التعريف بأل التعريف يأتي في سياق الأمور العامة والأكثر شمولاً والأهم.