للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة التوبة [٩: ٢٠]

{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}:

هذا التّصنيف إذا قابلناه بالتّصنيف في سورة الأنفال، الآية (٧٤).

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}:

نجد أنّ تصنيف آية الأنفال كان تصنيفاً بعد الهجرة مباشرة، أمّا التّصنيف في آية التّوبة فجاء بعد سنوات من الهجرة.

{أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ}: من الّذين افتخروا بسقاية الحج، وعمارة المسجد الحرام.

{وَأُولَئِكَ هُمُ}: أولئك: اسم إشارة للبعيد؛ يفيد المدح، والتّعظيم، وهم: ضمير منفصل؛ يفيد التّوكيد.

{الْفَائِزُونَ}: تفيد كمال فوزهم؛ أي: الفائزون حقاً، وإن كان غيرهم من بين الفائزين.

وإذا قارنا هذه الآية من سورة التّوبة: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ}.

مع الآية (٧٢) من سورة الأنفال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ}.

في آية التّوبة: قدَّم في سبيل الله على أموالهم وأنفسهم؛ لأنّ السياق سياق الآيات في الجهاد، وأهم شيء في الجهاد أن يكون في سبيل الله.

وفي آية الأنفال: قدَّم الأموال والأنفس على سبيل الله؛ لأنّ السّياق كان في الغنائم؛ أي: الأنفال، ولذلك قدَّم الأموال على سبيل الله.

وهناك ملاحظة أخرى:

مجيء إنَّ: فإذا ذكرت إنّ في بداية آية الجهاد: نرى دائماً تقديم أموالهم، وأنفسهم على جملة في سبيل الله. ارجع إلى سورة الأنفال، آية (٧٢)؛ للمقارنة.

للنظر:

آية الأنفال (٧٢): {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ}.

آية التوبة (٢٠): {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}.

سورة التّوبة [الآيات ٢١ - ٢٦]