المناسبة: في الآية السابقة، قال تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: ومن التّقوى ألا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم.
{وَلَا تَجْعَلُوا}: الواو: استئنافية، لا: النّاهية، {تَجْعَلُوا}: من الجعل، والجعل من أفعال القلوب، وتعني التصيير.
{عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ}: العُرضة: المانع والحاجب، {لِّأَيْمَانِكُمْ}: الأيمان: جمع يمين، وهو الحلف بالله؛ أي: لا تجعلوا الحلف بالله، أو اليمين بالله مانعاً لفعل الخير، أو تقولوا؛ لأني حلفت بالله، أو أقسمت بالله لن أساعده، أو أنفق عليه؛ لأنه فعل كذا، وكذا، أو لا يستحق، كما فعل أبو بكر -رضي الله عنه- حين حلف ألا ينفق على ابن خاله مسطح؛ لأنه خاض في حديث الإفك؛ أي: لا تجعلوا اليمين حاجباً، أو مانعاً من فعل الخير، والبر، والتقوى.
{أَنْ}: حرف مصدري يفيد التعليل، والتوكيد.
{تَبَرُّوا}: من البر، والبر: هو الخير الواصل إلى الغير مع القصد، والبر: اسم جامع لكل خير.
{وَتَتَّقُوا}: أي: تزدادوا تقوى، والتقوى: هي طاعة الله فيما أمر به، أو نهى عنه.
{وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ}: إصلاح ذات البين بحل الشقاق، والخلاف بين النّاس. ارجع إلى الآية (٢١) من نفس السورة لمزيد من البيان.
{وَاللَّهُ سَمِيعٌ}: سميع لأقوالكم، وأيمانكم، وما تقولونه في السر والعلن، وما يقوله كل ما في السموات والأرض.
{عَلِيمٌ}: بأفعالكم، وأحوالكم، وشوؤنكم، لا تخفى عليه خافية.
فهذه الآية تنهى عن كثرة الحلف بالله حقاً، وتجنب الحلف بالله باطلاً، ارجع إلى سورة المائدة، آية (٨٩) لمزيد من البيان.