للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الصافات [٣٧: ١٥٢]

{وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}:

أيْ: إفكهم لم يتوقف بأن زعموا الملائكة بنات الله أو أنّ الملائكة إناثاً، بل طغى إلى قولهم: وَلَدَ الله أن نسبوا لله الولد فقالوا: المسيح ابن الله أو العزير ابن الله، فردَّ الله عليهم سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: ١-٤].

وقولهم: {وَلَدَ اللَّهُ}: أشد سوءاً وطغياناً من قولهم {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} [البقرة: ١١٦] اتخذ الله ولداً يعني: تبنى الله ولداً وهي أهون من وَلَدَ الله، ورد الله سبحانه عليهم بقوله: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: ٣].

{وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}: إنّ للتوكيد واللام في كلمة لكاذبون لزيادة التّوكيد، وكاذبون: تفيد أنّ صفة الكذب ثابتة عندهم ومستمرة.