{فَأَنجَيْنَاهُ}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة، أنجيناه: تعني: بسرعة، وقوة، وشدة، ولم يقل: نجيناه التي تدل على البطء، والزمن الطويل، أنجيناه من الريح المدمرة العقيم.
{وَالَّذِينَ مَعَهُ}: الذين: تعني: العدد أكبر، مقارنة بقوله: ومن معه، من معه: تعني: الواحد، أو الاثنين، أو أكثر.
{بِرَحْمَةٍ مِنَّا}: الباء: للإلصاق، ولم يقل: برحمة من عندنا، بل:{بِرَحْمَةٍ مِنَّا}؛ تعني: رحمة عامة للناس، رحمة من عندنا: تعني رحمة خاصَّةً بالمؤمنين، أو رحمة من لدنا، وهي أفضل وأقرب الرحمات خاصَّةً بأولياء الله.
{وَقَطَعْنَا دَابِرَ}: وقطع: القطع؛ يعني: الاستئصال التام، دابر القوم: الدابر التابع من الخلف، دابر القوم، آخرهم بالمجيء، المراد بذلك: استُؤصلوا بالعذاب استئصالاً عن بكرة أبيهم، لم ينجُ منهم أحد.
{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}: الذين لم يصدِّقوا بها، وجحدوا بها.
{وَمَا}: النافية.
{كَانُوا مُؤْمِنِينَ}: توكيد لتكذيبهم، وعدم إيمانهم، ولم يبيِّن كيف حدث الاستئصال في هذه الآية، وإنما بيِّنه في آية أخرى، فقال:{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}[الأحقاف: ٢٤-٢٥].