للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأحقاف [٤٦: ١٠]

{قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}:

{قُلْ أَرَءَيْتُمْ}: ارجع إلى الآية (٤) من نفس السّورة للبيان والخطاب موجَّه إلى الّذين كفروا وكذبوا بالرّسول -صلى الله عليه وسلم- وبالقرآن.

{إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ}: إن شرطية، كان من عند الله: أي: القرآن على سبيل الحقيقة وليس الاحتمال والافتراض؛ أي: هو حق من عند الله تعالى.

{وَكَفَرْتُم بِهِ}: أيْ: واستمررتم وأصررتم على كفركم، جواب الشّرط محذوف، وتعني: من سيكون أشد منكم كفراً.

{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ}: قيل: هو عبد الله بن سلام، شهد على مثله: مثل القرآن شهد على مثل ما في القرآن في التّوراة، أيْ: نفس ما في التّوراة من علامات وبينات وحقائق في القرآن أو شهد أنّ القرآن منزل من عند الله تعالى، فآمن: الشّاهد عبد الله بن سلام أو غيره، واستكبرتم: أن تؤمنوا وتصدقوا به ألستم بظالمين. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٥٢) وهي قوله تعالى: {قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ}. ارجع إلى سورة فصلت للبيان.

{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ للتوكيد.

{لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: لا النّافية، يهدي القوم الظّالمين: الّذين اختاروا طريق الشّرك والضّلال وأصروا على ضلالهم وابتعادهم عن الدّين، ولم يعد هناك أمل في توبتهم وعودتهم إلى الإيمان، فهؤلاء انتهى أمرهم ولن يهديهم الله بعد ذلك. ارجع إلى سورة الجمعة آية (٥) لمزيد من البيان في معنى إن الله لا يهدي القوم الظالمين.