{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ}: لو: شرطية؛ حرف امتناع لامتناع.
{شَاءَ رَبُّكَ}: المشيئة تسبق الإرادة، والمشيئة لا رادَّ لها، ولا تتغيَّر.
{لَجَعَلَ}: اللام: للتوكيد.
{النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}: أيْ: على دين واحد، وهو الإسلام، أو ملَّة واحدة، كما حدث بعد آدم -عليه السلام- لمدَّة حوالي (١٠ قرون).
{وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}: لا داعي هنا للتطرق إلى أنواع الاختلافات، وأسبابها، والجدال في الاختلافات المذمومة، أو اختلافات الرّحمة، أو الاختلافات الطبيعية، ولكن المقصود في الآية: أن الله سبحانه أرسل كلّ الرّسل برسالة واحدة، وهي: رسالة التوحيد، وأن لا إله إلا الله، وحرم قتل النّفس إلّا بالحق، وحرم الفساد في الأرض، والفواحش… وغيرها؛ مما تشمله أمور العقيدة، والأصول، ولم يجبر أيَّ إنسان أن يكون موحِّداً، أو تقيّاً، أو مصلحاً، أو على دين واحد، بل ترك لهم حرية الاختيار؛ فهذا موحِّد، وهذا مشرك، وهذا لا دِين له إطلاقاً.
إذن: بحكم خاصية الاختيار الّتي منحها الله لهم؛ هم الّذين اختلفوا، ولم يفرض الله عليهم الاختلاف.
ولا يزالون مختلفين من بعد آدم، كانوا، وما زالوا، وسيظلُّوا إلى يوم القيامة؛ مختلفين: صفة ثابتة مستمرة فيهم.