للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النازعات [٧٩: ٣٢]

{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}:

الهاء تعود على الأرض؛ أي: أرسى الأرض بالجبال.

{أَرْسَاهَا}: أي ثبتها ونشرها في الأرض هنا وهناك؛ كي تكون كالأوتاد للأرض فلا تضطرب وتتحرك أو تميل، ولولا ذلك لما استطعنا أن نعيش عليها.

أرساها: خلال مرحلة الدَّحو، أي بثورة البراكين وخروج الحمم المنصهرة من البحار التي ارتفعت فوق القشرة الأرضية ثم سقطت واخترقتها وشكلت الجبال الرواسي كقوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: ١٠].

وكقوله: {وَأَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَاسِىَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: ١٥].

وأثبتت الدّراسات العلمية أنّ ما تراه من ارتفاع للجبل على سطح الأرض له امتداد داخل قشرة الأرض يترواح إلى (١٠-١٥) ضعف ارتفاعه فوق سطح الأرض.

ويطلق على الجبال "رواسي" في الدّنيا فقط، ويوم القيامة يطلق عليها اسم الجبال ولا تعد رواسي؛ لأنّها ستزول وتقتلع وتنسف ومصيرها أن تكون كالعهن المنفوش.