للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٥٤]

{وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا}:

{وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ}: ارجع إلى الآية (٤١) من السّورة نفسها.

{إِسْمَاعِيلَ}: ابن إبراهيم -عليه السلام- جد النّبي -صلى الله عليه وسلم-.

{إِنَّهُ}: للتوكيد.

{كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ}: كان: تشمل، أو تستغرق كلّ الأزمنة أنّه صادق الوعد، قيل: لم يخلف وعداً قط، ومن أقوى الأدلة على ذلك وعده لأبيه بالصّبر على ذبحه، وكيف أسلم نفسه للذبح، ولم يخلف وعده بعد أن قال له أبوه إبراهيم: إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك قال: {يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: ١٠٢].

ولقد خص الله سبحانه إسماعيل بصفة الصّدق، مع العلم أنّ كلّ الرّسل والأنبياء كانوا صادقي الوعد، والصّدق صفة في كلّ رسول ونبي؛ لأنّ إسماعيل -عليه السلام- أوفى بوعده وسلَّم نفسه ليذبح، ولم يُبتلَ غيره من الرّسل بهذا البلاء العظيم، وقد وصفه الله تعالى بالحليم؛ فقال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: ١٠١]، وأغلب المفسرين يقولون: إنّه إسماعيل، وليس إسحاق.

{وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا}: إلى قبيلة جرهم والعرب. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٤)؛ لمزيد من البيان.