{جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ}: من أنفسكم؛ أيْ: من المؤمنين، أو من قريش، أو من جنسكم، وليس من الجن، ولا الملائكة، بينما قوله: رسول منهم؛ تعني: من العرب من الأميين.
{جَاءَكُمْ}: المجيء فيه صعوبة؛ قد تعني بتكاليف قد تشق عليكم، أو أوامر ونواهي يجب الأخذ بها، أو مجيء في وقت، أو زمن انتشر فيه الشّرك، والجهل، والظّلم.
{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}: عزيز: من عز عليه؛ أيْ: صعب وشق؛ أيْ: يصعب عليه ما يشق عليكم، العزيز: الممتنع لا يقدر عليه أحد، أو الأمر الّذي يعز (يصعب) على النّاس تداوله، أو يصعب عليه؛ أيْ: يألم ويحزن ما تعانونه من مشقة (مثل الهجرة، والفاقة، والحرب، والاضطهاد، وغيرها من الشّدائد).
{مَا عَنِتُّمْ}: ما: مصدرية، أو اسم موصول؛ بمعنى: الّذي؛ أيْ: يصعب عليه عنتكم، أو الشّيء الّذي أعنتكم، أو ما يشق عليكم.
{حَرِيصٌ عَلَيْكُم}: الحرص: هو بذل الجهد؛ لإدراك أمر مقصود، والمعنى: يبذل غاية جهده لمصلحتكم؛ أيْ: هدايتكم، وإيمانكم، وإنقاذكم من النّار؛ أيْ: حريص على دفع المكروه عنكم، وحصول المحبوب لكم.
{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}: الباء: للإلصاق، والتّمسك، رؤوف رحيم: قال ابن عباس -رضي الله عنهما- سمَّى الله تعالى نبيَّه باسمين من أسمائه، أو وصف الله سبحانه نبيه بصفتين من صفاته: الرّأفة، والرّحمة، وقدَّم بالمؤمنين على رؤوف رحيم، ولم يقل: رؤوف يرحم المؤمنين: للتوكيد، والحصر. الرّأفة: أشدُّ الرّحمةِ، وأرقُّها: لم يحمِّلهم ما لا يطيقون.