نزل به الرّوح الأمين على قلبك يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
نزل بالقرآن الكريم على قلبك مباشرة ولم يقل: على سمعك أو أذنك أي: تجاوز أداة السّمع رغم كونها وسيلة للوصول إلى القلب؛ لأنّه ليس لسماع الأذن قيمة إذا لم يَعِ القلب ما تسمع الأذن، والقلب بما يضخ من الدّم والأوكسجين هو سبب حياة كل عضو وما دام نزل به على القلب فقد استقر وأصبح عقيدة راسخة والقلب ليس فقط مضخة للدّم، كما كان يعتقد، بل هو الفؤاد.
ارجع إلى سورة الحج آية (٤٦) للبيان.
{لِتَكُونَ}: اللام تعليلية.
{مِنَ الْمُنذِرِينَ}: من الإنذار، وهو الإعلام مع التّحذير قبل وقوع الأمر المحذور منه أو الشّر وحين يقع العذاب أو الشّر، فلا جدوى عندها من الإنذار، المنذرين: جمع منذر، أي: الرّسل والدّعاة إلى الله تعالى والمخاطب هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.