هذه الآية ردّاً على الّذين افتروا أنّ رسول الله اختلق القرآن، أو تَقَوَّلَه.
{قُلْ نَزَّلَهُ}: أي: القرآن؛ نزله من نزل، أيْ: من الله تعالى، أو من اللوح المحفوظ.
{رُوحُ الْقُدُسِ}: الرّوح الأمين جبريل -عليه السلام- منجَّماً على طوال (٢٣ سنة) بالتّدرج.
وصف بالقدس لطهارته؛ فهو حمل الرّسالة الإلهية إلى الرّسل، ووصف بالرّوح الأمين؛ لأنّه نزل بالرّوح (بالقرآن) كما قال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}[الشورى: ٥٢].
{مِنْ رَبِّكَ}: وليس مفترىً، كما قالوا.
{لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا}: على إيمانهم؛ اللام: لام التّوكيد (التّعليل)؛ يثبت: تعني: الاستقامة، والالتزام على دين الله، والإيمان، فلا تزغ قلوبهم بعد الهداية، فلا يضلوا، ولا يضعف إيمانهم.
{وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}: ارجع إلى الآية (٦٤-٨٩) من نفس السّورة.
{وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}: بالنّجاة من النّار، والفوز بالجنة، أو بالفلاح في الدّارين.
ونظير هذه الآية جاء في الآية (٩٧) من سورة البقرة: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ}.
وفي الآيات (١٩٢-١٩٥) من سورة الشّعراء: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُبِينٍ}.