{وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ}: أيْ: أعطيت كلّ نفس جزاءَها كاملاً من خير أو شرٍّ. ووفيت بصيغة الماضي كأن الأمر قد حدث وانتهى، رغم أنّه لم يقع بعد، والزّمان الماضي والحاضر والمستقبل عند الله واحد؛ لأنّه هو خالق الزّمان والمكان.
ما عملت: ما: الّذي عملت، العمل يشمل القول والفعل معاً.
{وَهُوَ}: ضمير يعود على الله سبحانه يفيد التّوكيد.
{أَعْلَمُ}: على وزن أفعل أو أفضل صيغة مبالغة.
لا يحتاج إلى كتاب أو سجل أعمال، ولا يحتاج إلى شهود في حكمه وقضائه.
{بِمَا يَفْعَلُونَ}: الباء للإلصاق، ما: الّذي أو مصدرية.
بما يفعلون بقصد، أو بغير قصد، أيْ: بغير نية.
ولم يقل: بما فعلوا، يفعلون بصيغة المضارع حكاية الحال، أيْ: كأنّه يفعلونه الآن… وهو أعلم بما يفعلون الآن في الدّنيا؛ لذلك جاء بصيغة المضارع.
لماذا لم يقل: بما يعملون، واختار يفعلون:
يعملون: العمل يشمل القول والفعل. والعمل يكون غالباً بقصد ونية. والعمل أكثر ما يكون صادر عن الإنسان، وقلما ينسب إلى الحيوان.
يفعلون: الفعل: جزء من العمل ويكون بقصد ونية، أو بغير قصد ونية يصدر عن العاقل وغير العاقل.
فاختار يفعلون: لتضم كلّ الأفعال بنية (بقصد) أو بغير نية (بغير قصد) وتعم العاقل وغير العاقل.
ولو قال: يعملون: لما تضمَّنت الأفعال بغير قصد (بغير نية).